اتجه المغرب إلى إعادة تعمير مدينة الكويرة الواقعة في أقصى الأقاليم الجنوبية وبسط سيادته عليها، في إطار متغيرات جيوسياسية بدأت مع تأمين معبر “الكركرات” في 13 نوفمبر من العام الماضي.
ويدرس المغرب في هذا الصدد إمكانية إنشاء ميناء “الكويرة” الكبير، وهو ما أظهرته القناة المغربية الأولى خلال بثها تقريرا حول ميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، تبرز المواقع المينائية الحالية والمستقبلية على طول السواحل المغربية، والمثير أنها كشفت عن التخطيط لإنشاء ميناء جديد بمدينة “الكويرة” أيضا.
وعرضت القناة العمومية تقريرا بمناسبة انتهاء الدراسات الخاصة بمشروع ميناء الداخلة وإعلان وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء عن نتائج المرحلة الأولية لعروض إنجاز هذا المشروع تمهيدا لفتح طلب العروض النهائي، إلا أنها أبرزت أيضا أن المغرب يعمل على إنشاء ميناءين آخرين جنوب الداخلة، الأول هو ميناء امهيريز والثاني هو ميناء الكويرة، هذا الأخير يعني بشكل مباشر فرض السيطرة ميدانيا على منطقة كانت إلى وقت قريب ضمن المنطقة العازلة.
لكن هذا المشروع يعني أيضا الدخول في منافسة محتدمة مع ميناء “نواذيبو” الموريتاني الجديد المجاور لشبه جزيرة الكويرة الذي جرى الإعلان عنه في 2018، ما يعني أن الرباط أضحت في حل من أي اتفاق مع نواكشوط بخصوص الامتناع عن منافسة مينائها الجديد الذي تعول عليه كثيرا من الناحية الاقتصادية، وهو الاتفاق الذي كانت قد تواترت العديد من الأنباء حوله خلال الأشهر الماضية في ظل التقارب المغربي الموريتاني.
وتأتي هذه الخطوة بعدما تعكرَ صفوُ العلاقات الثنائية بين البلدين إثر استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، للبشير مصطفى السيد، الذي يحمل صفة مستشار زعيم “البوليساريو” للشؤون السياسية، وهي الخطوة التي أغضبت الرباط لتقرر تأجيل استقبال وزير خارجية نواكشوط ولد الشيخ أحمد، التي كانت مقررة يوم 31 مارس الماضي، لتسليم رسالة من الرئيس الغزواني للملك محمد السادس، وحينها علقت مصادر دبلوماسية مغربية عن هذا التأجيل لبعض الصحف المغربية بعبارة “لم يكن هنالك ما يقال”.
يذكر أن “لگويرة” كانت تحت سيادة موريتانيا وفق بنود اتفاق أجرته مع جبهة البوليساريو، بموجبه تظل لگويرة تحت سيطرة السلطات الموريتانية إلى أن تعلن البوليساريو استقلالها بشكل كامل.
محمدن محمد فال