المخرجة الشابة و المثابرة العنيدة السالمة بنت الشيخ الولي (تجكجة، 1987)، الحائزة على الجائزة الأولى للأفلام القصيرة من دار السينمائيين الموريتانيين 2011 و جائزة لجنة التحكيم للأفلام الوثائقية المتوسطة (من نفس الجهة) عن فيلمها “ديمي” ، عضو “اتحاد سينمائيات موريتانيا” (أمينته العامة) و مقدمة برنامجي “حديث حواء” و “وراء المستور” في إذاعة نواكشوط، فتاة طموحة، تقتحم تجارب كبيرة بمساعدة هواة يبحثون عن طريقهم في السينما و الإعلام، نقدمها لكم في هذا اللقاء للحديث عن بداياتها المغامرة و تجربتها المثيرة مع إرهاصات السينما و الإعلام السمعي البصري في البلد. شاركت السالمة في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية 2012 و كانت أول مشاركة موريتانية في مهرجان وهران للفيلم العربي 2011 و مثلت موريتانيا في ملتقى دارسي السينما الإفريقية في مصر 2012
ـ تحمل شهادة “متريز” في القانون الخاص (2007) و تحضر الآن “ماستر” في الإعلام. اقتحمت الصحافة دون كبير سابق تصميم و أعلى درجات الجسارة، ببرنامج “آفاق” و برنامج “صوت الشارع” في إذاعة شنقيط الألكترونية و برنامج “سوفله” في قناة الساحل. تجربة لم تطل، كان أهم ما اكتسبته منها، كسر رهبة الميكروفون و اكتشاف غواية المهنة. لها محاولات واعدة في الكتابة و اهتمام حد الشغف بالميلتيميديا و التقنيات الجديد.
أما بدايتها مع الإخراج السينمائي فكانت سنة 2011 حين أعدت فيلما وثائقيا (15 دقيقة) عن رمي لنقود في الأعراس سنة 2010 و هو فيلم لم يخرج بعد إلى النور .. و بعد فترة تكوين مع دار السينمائيين و إرهاصات إخراج لم تبلغ مرحلة النضج، شاركت ضمن مجموعة من الهواة في المسابقة السنوية للأفلام القصيرة التي تنظمها دار السينمائيين الموريتانيين (النسخة السادسة) بفيلم “ديمي” ( 25 دقيقة)، تناولت فيه حياة الفنانة الراحلة من زاوية غير متوقعة، مبرزة جانبها الإنساني أكثر من الفني، حازت بموجبه على “جائزة التحكيم”. و تقول معلقة على سبب اختيارها “الناحية الإنسانية من حياة ديمي كانت تحتاج إلى إضاءة : علاقاتها مع الطلاب الموريتانيين في الخارج، مع الجاليات الموريتانية ، تبنيها لقضايا كبيرة مثل الآبارتايد و مأساة الفلسطينيين، علاقاتها بالأصدقاء من أدباء و شعراء و كتاب، غنت للوطن، لتمدرس البنات. كان الجميع يحبها لهذا أجد أنها كانت رمزا وطنيا شامخا و الرموز تحتاج دائما إلى من يخلدها و هذه هي مهمتنا و واجبنا”.
لا تنقص السالمة الشجاعة في طرق المواضيع الاجتماعية الحساسة حد الممنوع، كما يبرز من خلال عناوين أعمالها في المجالين السينمائي و الإذاعي : “المصاصة” (فيلم قصير من 6 دقائق) “ابن الحجر” (فيلم صامت من (6 دقائق، عن محاولة ترميم مدينة وادان القديمة)، “حديث حواء” و “وراء المستور” (برامج إذاعية)، لكنها لا تضرب عرض الحائط بمشاعر الناس و لا تتطاول على المقدسات. و بهدوئها الكاذب، تسلك طريقا حذرا بين المقبول و المرفوض بمهارات أنثوية تستمد قوتها من رشاقة العفوية و تعوض عمقها بحسن نية لا يكفي دائما للحفر في الاتجاه الأبعد لمواضيعها المثيرة “المجتمع له ضغطه و رؤيته للصورة أكثر من الفنون الأخرى” . على وجهها مسحة حزن طاغية الصفاء، لا تخطئ الطريق إلى جموح قلبها المسكون بحب المسافات البعيدة و الركون إلى أقرب منعرجاتها، حذرا من منزلقات المنحدرات الشاهقة: “لكل شعب ممنوعات يمكن اقتحامها إذا لم تكن ذات صلة بالمعتقد، لكنني لا أميل إلى استفزاز الناس .. الزمن وحده هو الكفيل بالقضاء على العادات السيئة و يجب أن نتصدى لها في الإعلام و السينما و غيرهما من الفنون لكن بطرق واعية تراعي مكانتها في وجدان الناس” لا تدعي السالمة امتلاك تجربة تخولها إصدار التوجيهات، لكن لها رأي لا تبخل به على كل حال : “رسالتي إلى الصحفيات الجديدات هي أن إعلامنا يعيش فترة مخاض صعبة لكنه إعلام واعد يجب أن يصبرن عليه و عليهن أن يقفن مع قضايا الإنسان و على إعلامنا بصفة عامة أن يهتم بالمواهب و الرموز و أن يعمل على تقديمهم للناس و إظهار مواهبهم و تقييم عطاءاتهم…”
تفخر سيدة الأعمال الموريتانية عزة بنت بنيجارة بأنها من جيل أنفقت عليه الدولة الموريتانية مجاناً، حيث ولدت في مستشفى نواكشوط و درست في مدارس الحكومة، متنقلة بين ابتدائية التطبيق و ...
بقلم: (الشيخ نوح) في السنة ذاتها التي رأت موريتانيا فيها النور، كدولة مستقلة عن الاستعمار الفرنسي، ولدت الفنانة المعلومة منت الميداح في الجنوب الغربي من البلاد، وبالتحديد في مدينة المذرذرة ...
عندما تأخر نطقها في طفولتها اضطر والداها إلى نقلها إلى مدارس خاصة بالأطفال المصابين بطيف التوحد، غير أنه سرعان ما تم اكتشاف استثنائيتها، فاستفادت من برنامج دراسي مضغوط ومسرّع، إلا ...