عرفت العاصمة نواكشوط منذ أزيد من سنتين مظهرا جديدا لما يسمى بالحياة الذكية التي يشهدها العالم بفضل الثورة التكنلوجية التي أثرت على جميع مناحي الحياة، ويتجلى ذلك في ظهور تطبيقات التاكسي التي توفر لأي مواطن طلب تاكسي عبر هاتفه في أي نقطة لتصل إليه خلال دقائق قليلة، و كانت أولى الشركات التي أتت بهذه الفكرة هي شركة (كاراب) تلتها بعد ذلك شركة (كلاس رايد) وبعض الشركات الأخرى.

يقبل الشباب الموريتاني على تسجيل سيارتهم لدى الشركات العاملة في هذا المجال، بعد أن انتشرت الأخبار بتوفيرها دخلا يوميا معتبرا، وجل هؤلاء من حملة الشهادات العليا، حيث يوجد الطبيب والمهندس والمحاسب وغيرهم.

مع كل صباح، يركن أحمد سيارته على جانب الطريق بالقرب من تقاطع سيتي اسمار( وسط تفرغ زينه) يراقب هاتفه، لعله يرن، بإشعار بمشوار جديد.

أمل معلق على كل إشعار يصل عبر تطبيق “كلاس رايد” حيث يعمل أحمد سائقا في خدمة النقل عبر التطبيقات التي عرفتها موريتانيا في السنوات الأخيرة.


أحمد يعمل مهندس كومبيوتر في إحدى المؤسسات، وفي أوقات فراغه يفتح التطبيقات، ويوفر مما يجنيه عبر تاكسي التطبيق، بعض حاجيات المنزل اليومية، إضافة الي بنزين السيارة.

الشاب عبدالله (32 سنة) يعمل بصفة دائمة في هذا المجال يقول إن قطاع النقل عبر التطبيقات قطاع واعد، لكنه تهدده العديد من المشاكل من أهمها إغراق السوق بتسجيل كميات كبيرة من السيارت، مما يجعل العرض أكبر من الطلب، ويصبح مقابل كل زبون هناك سيارة مسجلة، مطالبا سلطة التنظيم للتدخل من أجل تنظيم هذا القطاع من خلال إلزام الشركات العاملة بإشراك السائقين في قرارات تغيير الأسعار، خصوصا أن غالبية العاملين في هذا المجال دفعوا الضريبة السنوية للدولة وقدرها 6000 أوقية قديمة.

وحين سألناه عن دخله اليومي من تاكسي التطبيق قال إن معدله 8000 أوقية قديمة.

وبحسب المهندس فاضل ناجي المدير العام لشركة كلاس رايد فإن شركته، تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، بل إنه اعتبرها تنافس شركات التعدين الأجنبية العاملة في موريتانيا في مجال امتصاص البطالة بين الشباب.


وفي تصريح لتقدمي قال المهندس فاضل ناجي إن شركته وفرت فرص عمل مباشرة لعشرات الشباب كموظفين دائمين في الشركة، زيادة على 1500 فرصة عمل للشباب ( الشركاء) من اصحاب السيارت الذين يعملون في مجال تاكسي كلاس رايد.

مؤكدا أن شركته تعمل بطاقم موريتاني خالص من المهندسين الذين صمموا التطبيق حتى بقية طاقم الشركة.

وأضاف أن عملهم يواجه عدة تحديات من أهمها رداءة خدمة الانترنت وعدم توفر خريطة عناوين حقيقة تمكن السائق من الوصول للزبون بسرعة وايصاله لوجهته في الوقت المطلوب.

زبناء هذه الشركات ينقسمون الي نوعين طبقة أبناء الأغنياء وطبقة الموظفين وذوي الدخل المحدود فالطبقة الأولى تمتع بهذه الخدمة بل إن بعضهم يوقف سيارته ويطلب سيارة تاكسي عبر التطبيق للقيام بمشاويره دون التفكير في السعر، والطبقة الثانية، لا يطلبون المشاوير الا نادرا ويعتبرون أن الأسعار غالية جدا بالنسبة لهم.

تقول مريم، التي تعمل ( حنايه) وهي زبونة دائمة لإحدى هذه الشركات إنها بطبيعة عملها تتأخر غالبا في العودة للمنزل وأنه بعد مجيئ هذه الشركات، فإنها لم تعد تقلق من التأخر، حيث تنهي عملها وتطلب تاكسي عبر التطبيق وتصل إلى منزلها براحة وأمان.

ويلاحظ زبناء هذه الشركات أن غالبية السائقين فيها يضعون لثاما على وجوههم، وكأن الحياء غلبهم فتلثموا مما يوحي أن عقدة ممارسة العمل الحر لازالت تلاحق الشاب الموريتاني، حتى وإن كان هذا العمل يدر عليه دخلا معتبرا.

محمد عبد الله إسلمُ