بعد أكثر من عقد من الزمن من التحضير والعمل المتواصل، جاء اليوم الموعود والمنتظر وهو انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022. اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم والتي تجمع المشجعين من مختلف الأعراق والجنسيات والثقافات من أجل تشجيع فرقهم الوطنية أو فرقهم المفضلة، رافعين ومتوشحين بألوان أعلام بلدانهم أو فرقهم التي يشجعونها ومرددين الأهازيج وأغاني تبعث فيهم النشوة والبهجة والتي تجعلهم يتبادلون الرقص الجماعي معبرين عن فرحة الانتصار بهدف دك شباك الفريق الخصم لفريقهم. انتصار رياضي قد ينقلب في المباراة القادمة إلى خيبة واسى وهي حال كرة القدم والتي لا تثب على حال، ولكن المؤكد أنها اللعبة الأكثر جماهيرية وشعبية.

هيا.. هيا معي .. هيا ويذ مي .. haya with me

“هيا هيا ” الكلمة العربية التي دخلت العالمية مع مونديال قطر حيث يرددها الملايين من المشجعين حول العالم، ويفترض أن كل مشجع قبل دخوله الدوحة يسجل على منصة رقمية اسمها “هيا” جميع بياناته مع رقم التذكرة التي اشتراها من منصة رقمية أخرى هي منصة الفيفا مزودا المنصتين بكل بياناته الصحيحة. لتمنح له في النهاية بطاقة “هيا” والتي تعتبر جواز مرور ودخول إلى دولة قطر كما يجب أن تصاحبه هذه البطاقة في كل تحركاته داخل الدوحة ودخوله الملاعب وأماكن الفعاليات والترفيه وتمنحه ميزة استخدام المواصلات العامة مجانا.

كما تم إطلاق أغاني وأهازيج باسم كلمة “هيا” يرددها المشجعون من مختلف الجنسيات وقد تم اختيار هذه الكلمة بعناية وذكاء لسهولة نطقها بجميع اللغات كما أنها تحمل مضمون المصاحبة والرفقة والذهاب معا بصحبة الاهل والأصدقاء. وهي فعلا الخدمة التي أضافتها الجهة المنضمة للمونديال حيث سمحت لأحد المشجعين الحامل للبطاقة بإضافة عددا من أهله أو أصدقائه إلى حسابه ليصحبهم معه لحضور المونديال.

“عالوعد”

شعار آخر رفعته الدولة المنظمة وهي قطر، لتقول لقد فزنا بأحقية تنظيم البطولة في عام 2010 وقد أنجزنا المهمة على أكمل وجه وها نحن في الموعد المحدد كما وعدنا العالم وهو تاريخ 2022 نقدم لهم على أرض قطر بطولة عربية شرق أوسطية، يقول القائمون عليها أنها متميزة وستكون الأكثر تميزا عن كل البطولات التي سبقتها.

ملاعب للعب والفرجة والفنتازيا

بنت قطر خلال العقد الماضي من التحضير للبطولة ثمانية ملاعب تباهي بهم العالم من حيث الجودة والتجهيزات التكنولوجية والتصاميم المعمارية، ومن حيث الصداقة للبيئة وتحقيق مفهوم الاستدامة، وتقديم التراث المعماري والثقافي للمنطقة، ممزوجا بالحداثة كما هو الحال في أستاد البيت، الذي اتخذ شكل خيمة عربية وحمل اسم “البيت” ترحيبا بزوار المونديال في بيت قطر المستضيف للمونديال. واستاد الجنوب المصمم على شكل مركب أو يخت وهي المراكب التي كانت ترافق الصيادين الخلجيين في رحلتهم للبحث عن اللؤلؤ المصدر الأهم للرزق قبل اكتشاف النفط وقد أسند تصميمه للمصممة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، مستوحية شكله من البيئة الخليجية، بالإضافة إلى أنها ملاعب تم في تشيدها مراعاة موضوع الاستدامة.

جمهور من الإعلاميين وشهداء العيان والحقيقة

فتحت قطر أبوابها لمختلف وسائل الإعلام بكل أنواعها الثقيلة والخفيفة التقليدية والحديثة. إعلام الدول المشاركة فرقها في المونديال وغير المشاركة، ويقول المنظمون انهم أعطوا الموافقة لأكثر من خمسة عشر ألف إعلامي لتغطية المونديال وقد تم تقسيم هذا الجمهور من الإعلاميين إلى كتيبتين واحدة أخذت الاعتماد من الفيفا، وهم بالدرجة الأولى الإعلاميون المرافقون لفرقهم، وكذلك الموفدون من قبل مؤسسات بعينها، وهؤلاء يسمح لهم بدخول الملاعب ومناطق تواجد الفرق الرياضية ومؤتمراتهم الصحفية.

أما الكتيبة الثانية من الصحفيين والتي حصلت على الاعتماد من قبل البلد المستضيف فيسمح لهم بتغطية الفعاليات المصاحبة للمونديال وإجراء حوارات حسب الطلب ودخول بعض الأماكن المحددة، وتقول فاطمة النعيمي مديرة مركز إعلام البلد المستضيف، إنه وبالنظر للطلبات الكثيرة التي تلقتها الجهة المنظمة من الإعلاميين والصحفيين رغبة بحضور المونديال، ولأن العدد الدي تسمح به منظمة الفيفا من الإعلاميين محدود، ورغبة من قطر في تمكين كل الإعلاميين من حضور الحدث، تم فتح الباب لباقي الإعلاميين للحصول على الاعتماد من قبل لجنة البلد المستضيف وتم الترحيب بالجميع في هذه البطولة والتي حملت كذلك شعار مونديال للجميع.

عائشة أحمد

مراسلة تقدمي في المونديال