في عام 1989، اندلع صراع بين المجتمعات المحلية في المنطقة الحدودية بين السنغال وموريتانيا، ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد فر حوالي 60 ألف شخص من موريتانيا إلى السنغال ومالي، وبعد 32 عاما، في سنة 2021، ما زال الكثير منهم يعيشون في السنغال.
ففي العاصمة داكار يعيش “المبعدون” الموريتانيون، بدون أوراق وجنسية، أو وظائف ودخل ثابت، وفي منازل متهالكة أو قيد الإنشاء، في Guinaw Rails ، في ضواحي داكار، نجد بعض أفراد هذا المجتمع.
تعيش ماري با مع عائلتها، في ظروف غير مستقرة، “من الصعب أن نتحمل هذه الظروف بشكل يومي، خاصة بالنسبة لنا كنساء، يذهب أزواجنا للعثور على ما يسد قوت الأطفال، لكن هذا ليس بالأمر السهل دائمًا، لأنه في بعض الأحيان ليس لدينا ما نأكله”، تقول ماري
وتضيف ماري كذلك بشأن السكن والتوظيف؛ “غالبًا ما يتم طردنا من أماكن إقامتنا بسبب قلة الدخل، ويجد أطفالنا صعوبة في الدراسة في هذه الأماكن، تعبت من هذا الوضع”.
يتابع زوجها مامادو لامين با، الذي بالنسبة له، يعتبر وضع الأطفال هو الأصعب : “نحن بشر ونستحق أن نعيش بكرامة بعد 32 عامًا من المحنة، أطفالنا يقاتلون في المدرسة والجامعة ليكونوا من بين الأفضل ولكن في النهاية لا يمكنهم الوصول إلى أي مهنة بسبب عدم توفرهم على الجنسية، وطلباتهم للاندماج لا تؤخذ بعين الاعتبار”.
ولإثبات صحة كلامه، يأخذ مثال ابنه المولود في السنغال؛ “نشأ ودرس هنا لكنه لا يستطيع دخول عالم العمل لأنه ليس لديه شهادة جنسية، إنه لا يحمل الجنسية، ووالداه كذلك، لم يعد لدينا وطن، ليس لدينا شيء”.
في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها في السنغال، قرر بعض الموريتانيين العودة إلى بلدانهم الأصلية اعتبارًا من مارس 2008 تحت رعاية وكالة الأمم المتحدة للاجئين، لكن العودة لم تكن ناجحة تمامًا، بحسب ما يقول عبد الرحمن سي منسق جمعيات اللاجئين الموريتانيين في السنغال: “لقد عاد حوالي 24 ألف لاجئ إلى بلدهم الأصلي موريتانيا، ومنذ ذلك الحين لم يحصل غالبيتهم لحد الساعة على هوية ولا اعتراف، كان هناك 1600 فقط هم من استعادوا جنسياتهم، والباقون أصبحوا بلا جنسية في بلدهم”.
ويضيف عبد الرحمن : “أولئك الذين عادوا إلى هناك أيضا لم يجدوا أرضهم ولا قراهم، ولا منازلهم، إنهم فقط يذهبون بك دون أن يعودوا بك إلى قريتك”.
وبعد أكثر من 30 عامًا على الأزمة، لا تنوي عائلات اللاجئين في السنغال الاستسلام، وكان يوم 20 يونيو، اليوم المخصص للاجئين، فرصة أخرى للموريتانيين الذين يعيشون في السنغال منذ عام 1989، بعيدا عن وطنهم، للمطالبة بحقهم في الجنسية، أو في العودة إلى وطنهم وحق أسرهم في الاستفادة من الأوراق التي تسمح لهم بالدراسة والعمل في ظروف جيدة.
Seydina Aba Gueye-voaafrique
ترجمة تقدمي