واكب إعلان أوسع تعديل وزاري حتى الآن في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيل من الأسئلة حول بعض الوجوه الجديدة في الوزارة، ولعل من أبرزها آمال منت الشيخ عبد الله.
ابنة أول رئيس مدني منتخب في موريتانيا سيدي ولد الشيخ عبد الله، آمال ذات ال39 ربيعا، أم لطفلين، وحاصلة على شهادة الدراسات المعمقة في مجال العلوم الاقتصاد (2003) وشهادة الدراسات العليا المتخصصة في العلوم الاقتصادية (2004) من جامعة “ريمس” بفرنسا. تتقن الفرنسية والانجليزية وتتحدث العربية والإسبانية.
عرفت ابنة الاقتصادي والموظف الدولي القليل من الاستقرار في طفولتها في منطقة جغرافية واحدة، نظرا لطبيعة عمل أبيها، فتوزعت طفولتها بين موريتانيا والكويت والنيجر، وهو ما كان له كبير أثر على تكوينها المعرفي وعلى علاقاتها الإنسانية، وخصب نظرتها وفقا للبيئات الاجتماعية والثقافية المختلفة التي عاشت فيها.
تطورت الميول السياسية للشابة التي كانت تراقب نشاطات أبيها، حتى قادتها الأقدار إلى القصر الرئاسي بعد انتخاب أبيها أول رئيس مدني لموريتانيا عام 2007، لتصبح آمال ما بين 2007-2008 مكلفة بالعلاقات مع وسائل الإعلام كمسؤولة للإعلام والاتصال في الأمانة العامة برئاسة الجمهورية، غير أن الانقلاب الذي أطاح بسيدي ولد الشيخ عبد الله أنهى هذه التجربة مبكرا، وقد لعبت دورا إعلاميا و سياسيا بارزا خلال فترة الإطاحة بأبيها، كما تم تعيينها ناطقة رسمية باسم مرشح الرئاسيات 2009 مسعود ولد بلخير.
بدأت مشوارها المهني الاحترافي ابتداء من بين يوليو ونوفمبر 2004 بوصفها مخططة اسراتيجية في اليونيسف إذ شغلت منصب المكلفة بالمتابعة والتقييم في مكتب المنظمة في نواكشوط، وبين إبريل 2005 ودجنبر 2006 عملت خبيرة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في مفوضية حقوق الإنسان المكلفة بمحاربة الفقر و بالدمج.
عملت ما بين 2004 و2006 على التوالي في اليونسيف، إلا أن الطموحات الوظيفية للمرأة لم تعرف الهدوء، حيث بُعثت مراقبة دولية من قبل قسم الشؤون الخارجية بمفوضية التحاد الأفريقي إلى عدة بلدان (الجزائر وجزر موريشيوس وتونس وبوركينافاسو والنيجر والكونغو)ما بين أكتوبر 2014 إلى غاية سبتمبر 2018..
تعمل آمال في مكتب الأمين العام لمفوضية لاتحاد الأفريقي منذ 31 أكتوبر 2018، غير أن طموحات المرأة السياسية لم تمت فيما يبدو، ليظهر ا اسمها في التعديل الوزاري الأخير وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي خلفا لسيدي ولد سالم. فهل ستنجح آمال في هذا التحدي الجديد، وهي تسير في درب مفخخ بالأشواك والخلافات والمصاعب؟
الأيام وحدها من تستطيع الإجابة على هذا السؤال الذي لن يظل معلقا إلى الأبد.