الشطرنح هي لعبة تستقطب اهتمام ملايين الأشخاص حول العالم ،تعتمد الذكاء والتركيز ،عبارة عن حرب فكرية تجسدها تلك القطع الموجودة في اللعبة مايتطلب الدقة في كل خطوة في موريتانيا ورغم تأسيس الاتحادية الموريتانية للشطرنج عام 1975 الا أنها لم تكن فعليا الا منذ سنوات قليلة .
عبد الرحيم ولد الطالب محمد 12 عاما ، أحد المواهب الصغيرة التي برزت موهبتها في سن مبكرة وسط جو أسري شجعه على ذالك وساعده في اختيار طريقه ،حيث حصد ميداليات وشارك في عدة بطولات خارجية وخطف خلالها الأنظار رغم غياب الدعم من طرف الدولة حيث تتكفل الأسرة بأغلب مشاركاته واحيانا اتحادية الشطرنج ، عكس نظرائه الشباب الذين تتولى دولهم مسؤولية مشاركاتهم وتحمل كل تكاليفها ودعمهم المادي والمعنوي …
لاعب الشطرنج الناشئ حدثنا في هذا الحوار عن قصته مع لعبة الشطرنج ..
– بداية كان سؤالنا : من هو عبد الرحيم ؟
يجيب : طفل موريتاني كبقية الأطفال أهتم بالدراسة ولعب الشطرنج كهواية ..
– ماهي بداياتك مع الشطرنج ؟
بداياتي مع الشطرنج منذ سن الرابعة كنت اتابع لعب ابي الذي هو لاعب ماهر في نفس اللعبة و قد شدني لعبه مع أصدقائه و كنت شغوفا بنتابعتهم كثيرا و في احدى المرات اقترحت عليهم نقلة (coup) ليتفاجؤا جميعا و صفقو لي ..
– هل كانت العائلة سببا اولا في ممارستك لهذه اللعبة ؟
نعم العائلة هي السبب الرئيسي كما اسلفت والدي يعد من أبطال اللعبة في البلد ماولد لدي الرغبة في اكتشاف هذه اللعبة ..
– هل يؤثر لعبك للشطرنج على دراستك ؟ كما أنك شاركت في عدة بطولات مع الكبار وحصدت تكريمات حتى على المستوى الخارجي !! ماهي أفضل بطولة شاركت فيها أو جائزة حصدتها ؟
نعم أثرت لكن تأثيرها كان أيجابي على دراستي ودائما متفوق الحمدلله وساعدتني في تنظيم النشاط الدراسي بين المدرسة وحفظ القرآن الكريم ،والتوفيق بينهم وبين اوقات الشطرنج حتى أنها قادتني لتعلم اللغة الصنية التي بدأت اتعلمها مؤخرا .
الدراسة هي الأولوية سواءا المدرسة أو اللوح (القرآن) الا أني دائما ما انظم وقتي و اوازن بين الاولويات ..
نعم فزت بعدة مرات 2019 بطل نواكشوط و في نفس السنة بطل موريتانيا في الخاطف مع العلم أن نواكشوط يضم أبرز اللاعبين على مستوى موريتانيا في البطولة كما أنه ليست هناك بطولة للصغار مايضطرني للعب مع الكبار ،لكن الحمدلله حققت المهم وتعلمت الكثير من تلك المشاركات ..
اما على المستوى الدولي فقد شاركت في بطولة الزونل من أهم المشاركات للبلد و تضم منطقة إفريقيا في بطولة تجمع موريتانيا مالي وال سينغال ليبيا الجزائر و المغرب و مصر و تونس و حصلت على لقب مرشح أستاذ للإتحادية حين اصل 2000 نقطة (الو) و المسالة و تعد أكبر توشيح لموريتانيا على مر التاريخ فزت بالمرتبة الثالثة برونزية الشطرنج السريع للكبار وراء أستاذين دوليين من الجزائر..
شاركت كذلك في أكبر بطولة في عالم الشطرنج في جورجيا للكبار و لقبت بأصغر لاعب للاولمبياد ، والآن أنا مصنف كثالث أفضل لاعب على مستوى إفريقيا و العالم العربي عن فئة 12 بعد البطل المصري و بالمناسبة لقد التقيت البطل المصري في بطولة العرب في تونس 2016 و فزت عليه ولكن الفرق أن مصر و الجزائر يهتمون أكثر برعاية اللاعبين الصاعدين و يوفرون لهم المشاركات و أنا ليس لدي الخيار العب فقط مع الكبار في ظل انعدام بطولة للصغار كما أن التكاليف غالبا على حسابنا ،وارجو من الدولة و الجهات المعنية أن يهتموا بنا كلاعبين ومواهب في هذه اللعبة ..
– ماهي أهدافك وطموحك في المستقبل ؟
طموحي نعود أول استاذ دولي للشطرنج في موريتانيا
هدفي انجح في دراستي و اتفوق في مجال عملي و تكون الشطرنج هواية امارسها ..
– بماذا تنصح الصغار في سنك ؟ وماذا تقول لهم عن اللعبة ؟
انصح الصغار أن لا يستسلمو للفشل و السعي لتحقيق أحلامهم ويتعلموا الشطرنج ويضيف :
اللعبة مهمة و مسلية و تساعد على تنظيم الافكار و تنشط الذاكرة و لكن يجب الا يكون الاهتمام بها على حساب الدراسة
شكرا لكم على المقابلة.