ذلك ما نرجوه نحن الذين علقنا آمالا كبيرة جدا على الرئيس الغزواني :
رحبنا بتوليه للرئاسة أصلا لكونه جامعا بين التخرج من مدرسة روحية مؤسسة على الزهد والعلم ولكونه ضابطا جمع تجربة المدرسة العسكرية بما فيهامن حزم وعزم وتخطيط.
ولأنه وحده المهيأ بمزايا متعددة لانتشال البلاد من براثن فرعون العشرية.
كنا نتوقع أو نتلهف لأن يبدأ الإصلاح منذ أول يوم وصدمنا عندما لاحظنا أن للرئيس قبل ما نريده نحن (ويريده هو ) أولوية أخرى هي استلام الحكم وتوطيده وتهدئة النفوس.
قبلنا مقاربة الرئيس بالتأويل والتفويض، لكن عملية شحذ سكاكين الإصلاح أخذت وقتا طويلا فقد أكلت نصف المأمورية، وجزءا من نصفها الثاني.
وكان الامر الأخطر هو ضعف الاداء الحكومي خلال الفترة الماضية بسبب اعتماد الرئيس على أعوان ليسوا هم أعوانه المناسبين لأنهم في غالبهم وكلاء الفساد ولأنهم جزء من المرض الذي جاء الرئيس لاستئصاله ولأن الاصلاح يتطلب كفاءات جديدة.
وجاء الاعتراف ببطء تنفيذ المشاريع ليشكل أول إشارة لليقظة الحالية التي أعادت الأمل للنفوس .
لقد انتبه الرئيس الى أن برنامج تعهداته الرائعة لم يجد رجالا قادرين على تنفيذه : فقد اتضح له أن النتائج المحققة ضئيلة مقارنة بالزمن المنصرم.
وبما أن السياسات مرسومة بوضوح وبما أن الامكانيات متوفرة لتنفيذها فإن الخلل في الرجال.
لذا يجب أن يعيد الرئيس النظر ليس في الحكومة فقط بل في جميع الإدارات للتأكد من أن الرجل المناسب قد وُضِعَ في الموقع المناسب.
يجب في التعيينات أن نفرق بين المناصب السياسية والمناصب الفنية.
ويجب ألا يفرض علينا الحرص على التوازنات العرقية والجهوية، إسناد موقع لمن لا يصلح له.
أما بعد،
فإن الكل يراقب الخطوات اللاحقة مستبشرا بالمؤشرات المسجلة.
والكل يطرح بين الخوف والرجاء سؤالا واحدا هو: هل بدأ الإصلاح فعلا؟؟