“المستقبل لؤلئك الذين يعتقدون بجمال احلامهم، هذه فلسفتي في الحياة” هكذا عبرت رحمة آتيي عن تطلعاتها للفوز بلقب “ملكة جمال إفريقيا في أمريكا.

ولدت رحمة أتيى في 23 مايو سنة 1992 في موريتانيا بمدينة روصو الجميلة، عاصمة ولاية الترارزة، التي تقع في الشمال الغربي من القارة الافريقية،.. و تمثل دماء رحمة اتيى المختلطة موريتانيا في بعدها العربي و الإفريقي، حيث التنوع الثقافي المازج بين افريقيا السوداء بتراثه الغني وجذوره الضاربة في عمق القارة السمراء ومهد حضارة الكون وعربها البربري الضارب في الشبه الجزيرة العربية والممتد الى أقاصي شمال افريقيا البربرية المتأصلة بشعوبها المتنوعة، تلكم هو الجمال بعينه، تلكم هو التراث بحد ذاته الذي يشكل منبع جمال موريتانيا السوداء البيضاء في آن واحد… “

و لكن لندع رحمة تتحدث عن نفسها:

انه لشرف عظيم وامتنان كبير ان اتوج ملكة جمال موريتانيا في الولايات المتحدة الأميريكية في هذا العام،” 2015، وانا جد ممتنة ومتواضعة لهذا التتويج العظيم الذي يجعلني متأهلة في النهائيات مايعرف ب (Miss Africa Pageant) – ملكة جمال افريقيا بَيْجانْت- لست فخورة فقط بهذه المرتبة من التتويج، ولكن فخري يكمن في كوني اول موريتانية في آميريكا تنافس في هذه المسابقة آملة على النجاح بعون منكم.
انا الآن طالبة في جامعة سينسناتي الاميريكية، أوصل دراساتي الجامعية في مجال الاتصال وأتطلع ان اعمل في مجال العلاقات العامة والمجتمع. اعشق الرياضة، الرقص، الغناء، والاهم من ذلك كله، أحب مساعدة الأطفال خاصة أؤلئك المحتاجين. اعمل كموجهة ومستشارة لأشخاص في حاجة اتخاذ قرارات مهمة في حياتهم اليومية. كفتاة مولعة بمغامرات ومتطلعة في اكتشاف الثمين، أفضل التواضع مع الإصرار في تحقيق طموحي دون الخجل في رفع صوتي عاليا بالتصميم والارادة.

أكافح جيدا كي أحقق شيئا ملحوظا وَذَا دور أساسي وحيوي في مجتمعنا، انا فتاة مشغوفة بتحمل المسؤولة ومساهمة في تطوير الشباب والرقي بهم الى عالم أفضل، انا ببساطة محبة للاندماج والمشاركة في كل ما يقدم مجتمعنا الى الاحسن والأحسن.

لقد حظيت بتحقيق أشياء كثيرة وجد مهمة بالنسبة لي في هذه الحياة بما في ذلك الآتي:

في 2010، سافرت الى افريقيا، موريتانيا بالتحديد، ويحق علي ان اعترف انها كانت رحلة مليئة بالدموع والاحزان. رأيت أطفالا في مقتبل العمر، في سن الزهر، مابين 6-14 عمرا يقضون أوقاتا جد صعبة يجوبون شوارع المدينة مشيا على اقدامهم يبحثون عن عمل او صدقة من المارة وذلك ليساعدوا اهاليهم الضعاف في سد رمق عيشهم، انها رحلة حزينة ابطالها أؤلئك الأطفال، وجهوهم الگئيبة تبدي لك مايخبؤون من بئس وويل وتعاسة الحياة ومرارتها وحرارتها في تلك الربوع، نعم هم اطفالنا المشردون والمبعدون من مقاعد الدراسة، انهم مرغمون لمسايرة تلك المعاناة والمحن، آبائهم فقراء لا حولا ولا قوة سوى انتظار ما سيجنيه ابنائهم الصغار التائهون في المدينة والمغلوبين على امورهم، عشت ذلك الحزن في كل تجلياته وواكبتبه في لحظات كانت اصعب علي حيث لا أملك حيلة ولاوسيلة سوى التفرج والحزن عليهم. انه جد محبط حين لاتقدر على فعل شئ سوى التأسف والتفرج! اطفالنا هم العمود الفقري لأجيالنا القادمة، يجب علينا جميعا المساهمة في مساعدتهم ودعمهم في الولوج الى مدارس، ونكون بدورنا قمنا بواجبنا الإنساني والاخلاقي تجاه أنفسنا، نضع أساس مستقبلنا. كل طفل لديه الحق في التعليم، والتعليم بحد ذاته حق من حقوق الانسان، لا مساومة في هذا الحق، بالطبع توجد أسر كثيرة في موريتانيا تعيش اوضاع مزرية تجعل من اطفالها عرضة للتسيب والتسرب المدرسي، وتتمثل في الآلاف من الأسر الموريتانية…

عندما كنت في افريقيا، لم استطع فعل شئ، لم استطع مساعدة أولئك الأطفال، كنت في حيرة من امري وقمت في البحث عن سبل و وسائل تمكني من فعل شئ لإنقاذ مايمكن انقاذه، اكتشفت مؤخرا جمعية غير حكومية تسمى ب (Marmite du Partage)- مشاركة المرجل- وهي جمعية موريتانية تطعم الجياع وتقسم معدات مدرسية على أطفال الضعفاء تساهم في ادماج اليتامى في مدارس. قمت مابوسعي لدعم هذه الجمعية وشرفوني برئاستها وهو ما يخولني بذل المزيد من الجهد والعطاء في الرفع من مستوى الدعم وارسال المزيد من الأطفال الى مدارس. اعتقد ان كل طفل يستحق ان يدرس. التعليم حق من حقوق الانسان ينبغي لكل انسان الولوج اليه بأسهل طريقة وبدون اي تمييز. يجب إرسال جميع اطفالنا الى مدارس ليتعلموا ويتمكنوا من اغتنام فرص تسهل لهم بناء مستقبل أفضل. يجب ان يتساوى الجميع في التعليم حتى يتمكن اطفالنا من الأماكن النائية التمتع في حقهم الشرعي والانساني. مايقارب 3 من أصل 6 أطفال في موريتانيا لا يلتحقون الى مدارس نظرا لعدم توفر آبائهم على الدعم الكافي لارسالهم، وغالبية هؤلاء الآباء لا يعوا بعد أهمية التعليم ويرون انه غير مهم، هذا يعود الى عوامل ثقافية ونظرة قديمة وجامدة لدى بعض آبائنا. الحكومة مسؤولة عن هذا الجانب، التوعية في أهمية إرسال أطفال الى مدارس مسؤولية حكومية، يجب على الحكومة ان تضمن نجاح هذه العملية وفرضها على جميع الأسر الموريتانية على الأقل في المرحلة الابتدائية والإعدادية وتوفر للاسر تعويضا ماديا كافيا كي تستقر بها الحياة ويهدأ الأطفال ويتفرعون للتعليم. يجب القضاء على الجهل والأموية بشكل عام.

بالتاج اوبدون التاج، سأقف جنبا الى جنب لأساعد شعبي…”