قالت وزيرة البئة الموريتانية مريم البكاي إن تيفيريت و المناطق المحاذية لها هي منطقة خصصت للدفن التقني  للنفايات، و تبعد  25 – 30 كممن انواكشوط.. و أضافت بنت البكاي التي كانت تتحدث لقناة الموريتانية بمناسبة اليوم العالمي للبئة إن مسؤولية نقل النفايات فيها تعود الىالمجموعة الحضرية لنواكشوط، و لكن احتلها  السكان بطريقة غير شرعية بعد دفن النفايات .. حسب قولها، مما أحدث كل تلك المظاهرات وخاصة بعد تعرض السكان للضرب، و هو أمر مستنكر. تقول بنت البكاي.

و تؤكد بنت البكاي أن السكان وردوا على المنطقة بعد النفايات و ليس العكس، حيث يتصور البعضتقول بنت البكايأن السكان القاطنينفيها صبت عليهم النفايات صباً .

و فيما يتعلق بالحلول المقدمة للصرف الصحي، قالت بنت البكاي إنالحل يكمن في نظام صرف صحي مستدام و هو ما تعمل عليه وزارةالمياه و الصرف الصحي، حسب قولها، مؤكدةنحن في وزارة البئة نرافقها اثناء الغمر الفوضوي، لكنها تبقى مساعدات آنية و غيرمستديمة، تقول بنت البكاي.

و بخصوص الرد على سؤال حولماذا أنجزته وزارتها بالنسبة لشركاتموكا” MOKA المتخصصة في دقيق( طحين)  السمك، الملوثة جداًحسب الصحفي الذي طرح السؤالحيث أن الهدف هو صناعة نظيفة دون نفايات، يقول الصحفي.

( نذكر ان موكا لديها اكثر من عشر شركات في انواذيب و 3 الى 4 شركات في انواكشوط ).

قالت وزيرة البئة إن وزارتها وقعت اتفاقية مع المنطقة الحرة انواذيب . و أن على المنطقة الحرة البحث عن استثمارات ستمكنها من الخضوعللقوانين البيئية، حيث أن عليها ان تجد حلولاً انطلاقاً من الأخطاء الماضية. حسب قولها.

وعن الشرطة البيئيةتقول بنت البكاينعم، هذا مشروعنا و هو بصدد  التنفيذ.. نعمل الآن على اتفاقية، و نقدم مشاريع قوانين جديدة،إلا أن الشرطة هنا لديها دور ثنائي ..ليس دوراً رادعاً فقط، من احترام القوانين البيئية واحترام القوانين الأخرى أيضا  ( او التسيير البيئي )  ..وانما دور تحسيسي أيضاً، فعليها تحسيس المواطنينتضيف بنت البكايحول أهمية المحافظة على البيئة، بالتأكيد على أن تدهورالمحيط المباشر للسكان يؤدي الى نقص في مصادر الرزق والحفاظ على البيئة قد تكون له إيجابيات اقتصادية ..و من هنا نٌدخل مفهومالاقتصاد الأخصر، تقول بنت البكاي، اي أن الحفاظ على البيئة قد يكون له دور في خلق فرص مهنية.

و تقول وزيرة البئةإننا إذا نظرنا إلى السنغال و المغرب و روندا نجد أن السكان هناك لديهم حس قانوني، فهم يحترمون القانون، أماالمواطن الموريتاني فمشكلته تكمن في عدم احترامه للقوانين عموماً فكيف بالقوانين البيئية

و تتساءل وزيرة البئةالسنغال دولة خضراء و كذلك المغرب ..أما نحن فماذا لدينا؟

اذاًتقول وزيرة البئةفهدف الشرطة البيئية ليس إغلاق الآفاق امام المستثمرين و العمال ، و انما التحفيز و التحسيس لتغيير العقليات“. مؤكدة أنهعند عدم احترام القوانين و عدم التجاوب سيكون دورها رادعاً ايضاً“.

أما عن البلاستيك ، و عودته بقوة بعد ان كان محرماً ، حسب سؤال صحفي، فتقول بنت البكاي  المشكلة هي ان القانون ضد البلاستيككان قانوناً رادعاً جداً دون إعطاء حل بديل، و أضافت وزيرة البئةأنه في الدول الأخرى كانت هناك فترة تأقلم مع هذا القانون دامتحوالي 6 او 8 أشهر لإيجاد حلول بديلة ..اما نحن فلاو اقترحت بنت البكايإشراك الفاعلين الاقتصاديين ليقوموا بإيجاد الحلول البديلة“. و أضافت الوزيرةنحن الآن بصدد اصدار مشروع قانون بديل للقانون الأول الذي نرى أن فيه الكثير من النواقص“.

و في معرض ردها على سؤالعن البقع الزيتية التي تتدفق على الشواطئ، قالت بنت البكايقمنا و نقوم دائماً بالتكوينات البيئيةللتصدي لذلك حتى أننا قمنا بتكوين القضاة ليكون القانون مع البيئة و التنمية المستدامة، كما قمنا بما يسمى بالمدرسة الخضراء و هوبرنامج هدفه تثقيف و تعليم المواطنين في جميع مراحلهم ابتداءاً من المرحلة الابتدائية، و نعمل عليه بشراكة مع وزارة التعليم حيث قمنا بإدراجمبادئ و مفاهيم الحفاظ على  البيئة و التنمية المستديمة الى المناهج الدراسية“.

و تقول بنت البكايإن هذه المفاهيم  ليست طوباوية ولا مستحيلة وانما هي أساسية لاستمرار الحياة.

و أما عن المصطلح البيئي” Baie de l’étoile” فتقول وزيرة البئة الموريتانيةهي محافظة طبيعية، لكن لديها مجموعة من الأنشطةالاقتصادية ..”الهدفتقول بنت البكايهو السماح للمنطقة ككل بالاستمرار في النشاط الإقتصادي بأقل أضرار بيئية ممكنة، و لذلكعقدنا مع منطقة نواذيب اتفاقيات، و لدينا مشاريع قوانين تهدف الى ذلك و سنطبقها في كل المقاطعات، تقول بنت البكاي.

و فيما يتعلق بحوضي آركين  و  دياولينغ، تقول الوزيرة بنت البكايإنها مناطق  مصنفة من طرف  رامسار RAMSAR على أنها محمياتبيئية  دولية  AMP  و يمنع فيها مزاولة أي نشاط اقتصادي ..إلا أن المسيرين البيئيين دورهم هو مرافقة سكان تلك المناطق الخاصة ليتمكنوامن العيش من نشاطاتهم التقليدية دون تأثير على محيطهم البيئي (خطة التسيير).

و بخصوصالغازات المضرة بالغلاف الجويتقولهي مجموعة من الغازات لكن أهمها هو غاز الكربون .. ولديها آثار معروفة مثل ارتفاعدرجة الحرارة و انخفاض نسبة الأمطار و زيادة التصحرو أضافت الوزيرةنحن كغيرنا من الدول المصادقة على اتفاقية باريس التزمنابالسياسة الدولية  للحد من هذه الغازات و لدينا سياستنا الخاصة في ذلك المجال، الهدف وراء تلك الاتفاقيةتقول بنت البكاي  هو أن لايتجاوز ارتفاع درجة الحرارة العالمية 2C°  مئوية“.

و تقول بنت البكايموريتانيا كغيرها من دول إفريقيا تعتبر قليلة إصدار الغازات المساهمة في ارتفاع درجات الحرارة” ..و تضيف قائلةإذا لم تحد الدول الإقتصادية  الكبرى مثل الصين و الولايات المتحدة  من تلك الإصدارات فإن الكارثة ستكون عالمية ..إلا أن المجهود يبقىجماعياً، تقول بنت البكاي، مضيفةنحن ملزمون بموجب تلك الاتفاقية للتأقلم مع ظروف تغير المناخ“. و موضحة أنالجزء الثالث مناتفاقيات باريس هو جزء مالي ..علينا الإلتزام به، لأن تغير المناخ حقيقة علمية و هو يحدث الآن، تقول بنت البكاي.

و فيما يتعلق بـالسيانيد و الزئبقتقول وزيرة البئة إنهبالنسبة للسيانيد فهي مادة محرمة لكنها مستعملة بشكل غير قانوني، أما الزئبقفهو مستعمل في التنقيب عن الذهب إلا أنه يبقى عنصراً ساماً و خطراً جداً فهو يتراكم داخل الأنسجة الحية زيادة على ذلك فإن بخار الزئبقينتقل عبر مسافات شاسعة و لا رائحة له و استنشاقه يسبب نفس الأضرار التي يسببها لمسه و هو لا يتحلل الا بعد مرور 100.000 سنة،كما يسبب امراضاً خطرة جداً منها ما هو على المستوى العصبي و كذلك أمراض خاصة بالنساء و أمراض أخرىوأضافت أنهمحرم  باتفاقية ميناماتا Minammata الا أن المنقبين ما زالوا يستخدمونه، تقول مريم البكاي.

اما السيانيد فتقول إنه علىالرغم من أن تازيازت و بعض الشركات يستعملونه إلا أنها شركات تخضع لمعايير صارمة في استخدامه و هيتحترمها أما نحن لا نفعل ذلك ولا نعرفها حتىتقول بنت البكاي، ثم أضافتأنه لايجب أن يكون الربح هو الهدف الوحيد لأن المال الذيتجنيه من جراء التنقيب قد تخسر أضعافه في العلاج بسبب استعمال هاتين المادتين الخطرتينتقول وزيرة البئة.

وأضافت بنت البكاي أنهنالك طرقاً بديلة للتنقيب ليست الزئبق و السيانيد ، خاصة أن منقبينا لا يحترمون أي احترازات صحية، و لايضعون أقنعة و لا يحمون انفسهم منها مطلقاً“.

و بخصوص  شركات عرفات و توجنين المزعجة للسكان و التي تطلق ابخرة سامة تسبب الكثير من الأمراض، حسب تعبير السائل، فتقولوزيرة البئة  قمت شخصياً بزيارة سبعة من تلك الشركات و هي الآن تحترم المعايير التي فرضنا عليها ..و نذكر بأنها تبقى منطقة صناعية ؛إلا ان الأضرار المزعومة قد يكون مبالغ فيهاحسب منت البكاي، التي تضيف قائلةإننا لا نملك معطيات دقيقة عن تلك الأضرار و لاعلاقتها بالأبخرة ولكننا نعمل وفق مبدأ الاحتراز ليكون الضرر أقل ما أمكن على صحة المواطنين“.

.

و عنأهم العوائق التي واجهتها في هذا الصددتقول بنت البكاي، أنأهم عائق هو عدم احترام المواطن الموريتاني للقوانين و للمعاييرالبيئية و للقوانين عامة .

أما العائق الثاني، حسب بنت البكاي، فهو أننا لسنا بلداً يبحث عن التجديد في المجال التكنولوجي و هذا يعيق كثيراً عملنا لأن الدولة لايمكنها حل كل المشاكل البيئية .

العائق الثالث هو عائق مالي لأن ميزانيتنا هي 0،9 % من الميزانية العامة ، و على الرغم من اهتمام السيد الرئيس كثيراً بمجال البيئة حيثزاد حصتنا تدريجياً ابتداءً من 2019 حتى هذه السنة لتصل  الى ما هي عليه ، إلا أن ذلك يظل غير كاف، حسب الوزيرة.

و قالت بنت البكاي إننا لننتمكن من التغلب على مشاريعنا مثل محاربة هدم الغطاء النباتي و غيره بواسطة المشاريع الصغيرة ، نحن نتكلمعن المحافظة على التنوع البيولوجي، تقول الوزيرة.

و اختتمت بنت البكاي حديثها بالقولنعي ان الحفاظ على البيئة هي مسؤولية جماعية أي أن الدولة لا يمكنها و لا يجب ان تكون هيالمسؤول الوحيد عنها و إنما هي مسؤولية كل فرد ..علينا تغيير العقليات مثلاً انا اخزن عندما أرى السكان يشربون الماء او الكوكا كولا ويرمون القنينات الفارغة في الشارع ..محيطنا ليس لنا فقط وإنما سنتركه لأولادنا و أحفادنا فعلينا ان نلتزم بسلوك المواطن و المدنيالحقيقي” .