في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أشهر، وتحديدا في 26 مارس من العام الحالي انطلقت بموريتانيا “الحملة الوطنية للتلقيح” بإشراف السلطات الصحية في البلاد.

وبعد ثلاثة أشهر من انطلاق الحملة تمكنت السلطات من تلقيح 151.682 شخص بالجرعة الأولى؛ أي ما يعادل فقط 3% تقريبا من مجموع الشعب، فيما لم يتلق الجرعة الثانية حتى الآن سوى 8808 شخص؛ أي نحو 0.2% فقط من الشعب.

وشهدت الأشهر الأولى بعد انطلاق الحملة بطئا كبيرا، حيث لم يلقح خلال شهري إبريل ومايو والنصف الأول من يونيو سوى أقل من 50 ألف مواطن، وهو الأمر الذي حدا بوزارة الصحة إلى إطلاق “الحملة الوطنية الكبرى للتلقيح” والتي انطلقت في 15 من الشهر الجاري واستمرت ثلاثة أيام، وتمكنت مصالح الوزارة خلال هذه الأيام الثلاثة من تطعيم أكثر من 60 ألف شخص.

وكان وزير الصحة سيدي ول الزحاف قد قال في وقت سابق إن الوزارة لديها خطة لتطعيم 63% من المواطنين، وبالرجوع إلى أعداد الملقحين حتى الآن فإن فإن عملية تلقيح هذه النسبة كاملة ـ إن استمر الوضع على هذا النحو ـ لن تتم إلا بعد مرور 54 شهرا (أي حوالي 4 سنوات ونصف).

وكان الوزير أيضا قد تحدث عن عزوف المواطنين عن التلقيح وعن الصعوبات التي تواجه الوزارة في “عملية التوعية والتحسيس، سواء من حيث التنظيم أو من حيث المراقبة والأداء“ معترفا بأن حملة التلقيح في السابق ”لم تأت أكلها كما كنا نرجو، لأن وسائل التواصل الاجتماعي كانت تقود حملة مضادة عكس مشروع وأهداف الحملة، وكثير من المعلومات يتم تناقلها من طرف المواطنين دون معرفة معناها وخلفياتها، والحملات السابقة لم تكن ترقى لمواجهة تلك الحملات المضادة“.

 

وبحسب تصنيف لمراكز دراسات عالمية فإن موريتانيا تحتل المرتبة الأخيرة مغاربيا في عملية التلقيح، حيث تفوقت عليها كل من المغرب (نحو 18 مليون جرعة) والجزائر (نحو مليوني جرعة) وتونس (نحو 1.7 مليون جرعة) وليبيا (نحو 370 ألف جرعة)، فيما تحل في المرتبة 28 بالنسبة لإفريقيا.

وتسارع دول العالم إلى تكثيف عمليات التلقيح في ظل حديث عن موجة ثالثة ورابعة من الفيروس تجتاح دولا عدة.