استضاف بيت الشعر-نواكشوط الدبلوماسي والوزير السابق محمد محمود ولد ودادي في إطار جلساته “تجارب مثمرة”.

وتحدث الضيف ولد ودادي عن البدايات الأولى لميلاد الدولة، الموريتانية التي قال إنه بلغ 17 عاما من عمره في ولاية تكانت، ولم يكن قط قد سمع بعبارة “موريتانيا”، وعزا ذلك إلى أن الموريتانيين كانوا بداة رحلا، وأن اسم الدولة كان معروفا فقط في المدن. 

واستدعى الضيف بعد ذلك بعض ذكرياته البعيدة، عندما وصل إلى نواكشوط بداية الستينات، وقصته مع الإذاعةالتي قال إنها لعبت دورا كبيرا في توحيد الشعب الموريتاني؛ عبر بث تسجيلات موسيقية من مختلف المناطق، معرجا على الصحافة وأهم الصعوبات التي واجهتها وقتها؛ فيما يرتبط بالأخبار ومصادرها، لا سيما أن المصادر حينها كانت باللغة الفرنسية حصرا والاعتماد على إذاعة فرنسا الدولية.

وذكر الضيف بعض المواقف الطريفة في تلك الفترة، مثل ذلك الحدث الذي يرتبط بإبحار إحدى السفن الفرنسية إلى أمريكا لنقل قطعة أثرية إلى فرنسا، قائلا إن كل مفردات الخبر وتفاصيله كانت غير مفهومة ومتخيلة بالنسبة لهم، مما جعلهم يجدون صعوبة في صياغة الخبر.

وعرج على علاقته المبكرة بالرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داد ه وغيره من رجالات الدولة المؤسسين، واصفا جيلهم بأنه لم يكن بذلك السوء الذي يصوره به البعض، مدافعا في الوقت نفسه عن حقبة الحزب “الحزب الواحد” التي قال إنها كانت أكثر ديمقراطية من الأحزاب الآن.

وقال محمد محمود ولد ودادي في معرض حديثه عن مدينة نواكشوط حينها، إن عدد سكان “لكصر” وهو العاصمة عام 1958، لم يكن يتجاوز 200 شخص.

وقال الضيف في إطار حديثه عن تأسيس العاصمة، إنه كانت هناك مداولات حول المكان المناسب، تأرجحت بين روصو ونواذيبو والمجرية وألاك، قبل أن يحسم الأمر لصالح نواكشوط.

وواصل ولد ودادي حديثه عن صعوبات التأسيس والتضحيات التي كانت وراء وجود الدولة الموريتانية.

وفي الختام تحدث الدبلوماسي عن مشواره الشخصي وعمله الديبلوماسي والوزاري، بالإضافة إلى تأليفه ومساهماته في ترجمة بعض الكتب التاريخية المكتوبة بالفرنسية.

يذكر أن محمد محمود ولد ودادي دبلوماسي ووزير سابق من مواليد 1941 في الرشيد (ولاية تكانت)، وقد واكب بواكير تأسيس الدولة الموريتانية وشغل عدة مناصب؛ دبلوماسية وإدارية ووزارية.