قال الخبير الاقتصادي الموريتاني يربانا ولد الخرشي، إنه على موريتانيا أن تغتنم فرصة زيادة أسعار خام الحديد، وذلك بعدم الاعتماد فقط على تصدير الخامات، بل السعي أيضا إلى اعتماد الصناعات التحويلية، “التي تخلق قيمة مضافة أكبر، وفرص عمل أكثر، وإيرادات أفضل”.

وأشار ولد الخرشي إلى أنه من غير المقنع أن يكون سبب ارتفاع أسعار خام الحديد عائداً أساسا إلى قاعدة التفاعل بين العرض والطلب المعروفة، بل هناك معطيات استراتيجيةأخرى، من أهمها إلغاء اتفاقية صينية أسترالية، كانت استراليا تصدّر بموحبها إلى الصين ما يمثل أكثر من 60% من وارداتها.

وبما أن زيادة أسعار المادة الخام تعني تلقائيا زيادة أسعار الصلب، الذي يمثل العمود الفقري لجميع الصناعات المدنية والعسكرية. ويستهلك قطاع الإسكان والبنية التحتية حوالي 52% من الإنتاج العالمي للصلب، وأضاف ولد الخرشي: “وقد يكون سباق البنية التحتية الأمريكي الصيني هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار خامات الحديد”، فهذا الأمر يخلق فرصا كبيرة للدول التي تعتمد على الصناعات الاستخراجية، والتي من ضمنها موريتانيا.

وقد شهدت أسعار خام الحديد ارتفاعات مذهلة خلال الأسابيع الماضية، حيث كسر حاجز ال 200 دولار، في سابقة من نوعها، بعد أن كان سعر الطن في حدود 140 دولار في مارس الماضي.

وكانت التحذيرات الأمريكية قد تصاعدت محذرة من احتمالات قوية لحدوث تقلبات في أسعار خام الحديد في السوق العالمية، نظرا إلى أنه يجري حاليا تداول هذه السلع بسعر أعلى كثيرا من هامش التكلفة.

ووفقا لوكالة “بلومبيرج” للأنباء، ذكرت مجموعة سيتي جروب المصرفية الأمريكية في تقرير أنه حتى مع حدوث تأرجح بسيط في توازن السوق العالمية، يمكن أن يرتفع سعر الخام إلى ما يتراوح بين مائة ومائتي دولار للطن”.