شهدت حملة القطن هذا العام في مالي، حدثًا استثنائيًا، تمثل في انتشار لظاهرة “الجاسيد” منذ نهاية يوليو الماضي، مما دفع سلطات البلاد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من أضرار هذه الظاهرة.

وقالت الشركة المالية لتطوير المنسوجات إنه “تم إبلاغ الإدارة والمنتجين على الفور بتغيير استراتيجية حماية الصحة النباتية للقطن، واستخدام المنتجات المشار إليها ضد الجاسيد”.

ولم تكن مالي وحدها المتضرر من هذه الظاهرة في المنطقة، حيث أصيبت مزارع بوركينا فاسو وساحل العاج والسنغال وتوغو كذلك، في حين كانت بنين والكاميرون وتشاد الأقل تضررا.

ويشير باحثون إلى أن انتشار هذه الظاهرة، سيؤدي إلى انخفاض ​​إنتاج القطن في غرب و وسط إفريقيا بشكل كبير خلال حملة 2022-2023، حيث لن يتجاوز حدود المليون طن من بذور القطن. 

وقد بدأت الحملة الزراعية في مالي، هذا العام، في سياق تميز بارتفاع أسعار المدخلات الزراعية في السوق العالمية، والحصار الذي فرضته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، على باماكو من يناير إلى يوليو، الأمر الذي حرم مالي من الوصول إلى موانئ الإمداد الرئيسية للبلاد.

كما سجلت مالي أمطارا غزيرة في جميع مناطق إنتاج القطن، تسببت في حدوث فيضانات في الأراضي الواقعة على طول النهر والأراضي المنخفضة، حيث غمرت مياه الأمطار 34596 هكتاراً من القطن.

ومع ذلك من المتوقع أن تحافظ مالي على مركزها، في صدارة الدول الأفريقية المنتجة للقطن، حسب مراقبين.

وكانت السلطات المالية، قد اتخذت الشهر الماضي قرارا، يقضي باستمرار تصدير القطن عبر الموانئ الموريتانية، وذلك بعد أن كانت هذه الأخيرة ملجأ لباماكو أيام العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.