مصطفى العالم

تعيش مسلخة درا النعيم أو “مربط الحي الساكن” كما يحلو للبعض تسميتها به، ظروفاً سيئة نتيجة إهمال هذا المرفق الهام.. سواء تعلق الأمر بطبيعة الموقع أو ظروف العمل، أو غير ذلك.

وأنت إذ تدخل هذا المرفق لشراء شاة وسلخها تذكر أنك قد تصدم من شدة قذارة المكان و خلوه من أدنى المعايير الصحية المفترض توفرها؛ وإذا زلقت رجلك مرّة في وحل النفايات التي تملأ المكان؛ أو كدت أن تختفي في الغبار المنبعث من حركة الشياه والباعة ، أو تجمع عليك الذباب المنتشر في المكان فلا تنزعج ، بل اعتبر الأمر مجرد ترحيب ، لكن من نوع خاص !

وضعية قانونية غير منظمة للمسلخة، ومآخذ على تقصير البلدية رغم أخذ الضرائب

محمد عبد الله ولد ببكر رجل يمتلك مساحة صغيرة مُسيّجة يشغل فيها أربعة من العمال الشباب؛ يسرد محمد عبد الله الذي التقيناه قصة مسلخة دار المعيم منذ نقلِها إلى هذا المكان في سنة 2008 من مكان آخر قرب ملتقى الطرق المعروف محليا ب (كرفور عزيز) قائلا إن المكان الذي توجد به هذه المسلخة ملك للبلدية و إنه كان مخصصا لإنشاء ملعب، لكن البلدية قامت بنقل سوق الغنم ومسلخها إلى هذا المكان بشكل إجباري، ومنذ ذلك التاريخ لم تقم ببناء مسلخة بالمعايير الفنية اللازمة.

ويضيف محمد بعد أن قاطعه أحد عمال البلدية الذي يبدو أنه قد أتى رفقة أحد عناصر الحرس لأخذ الضريبة، يضيف : “تم اجبارنا كمُلاك مسالخ وأغنام على الرحيل إلى هذا المكان من قبل حاكم دار النعيم سنة 2008 بالقوة، وتم توزيع هذه القطع التي لا تتجاوز 5 أمتار مربعة علينا من قبل البلدية وقمت بدوري ببناء هذه المسلخة من الصفيح ؛ شأني شأن باقي زملائي ، ونحن من يقوم بتصريف نفايات المسالخ و تحمل تكلفة حملها ورميها في المكب المُجمع، والبلدية لا تقوم بذلك رغم أنها تأخذ منا الضرائب وتأخذها من المواطنين الذين يشترون الأغنام ويدفعون لنا مقابل الذبخ والسلخ!”.

.. صاحب المسلخة الذي حدثنا عن افتخاره بتمكنه من توفير فرصة عمل لأربعة من الشباب تغنيهم عن الضياع في متاهات أخرى حسب وصفه، طالب الدولة بلفتة هامة لظروف ملاك المسالخ والعاملين فيها، والضغط على البلدية للقيام بواجباتها.

صاحب مسلخة آخر اعتذر عن اعطاء اسمه ذكر لنا أن البلدية تأتي من وقت لآخر لإزالة النفايات التي يتم رميها في المكب الموجود وسط المسلخة، وأحياناً تتأخر في ذلك حتى يمتلئ المكب وتنبعث منه الروائح الكريهة، وطالب بدوره البلدية ببناء مسلخة وفق المعايير الحديثة.

غياب رد الجهات الرسمية..

هذا وقد زارت تقدمي مقر بلدية دار النعيم لاستفسار العمدة عن ظروف مسلخة دار النعيم، ورأيه في التقصير الذي يدعي أصحاب المسالخ أن البلدية تقوم به، لكن لم نتمكن من ذلك بسبب غياب العمدة عن العمل، واعتذار العمدة المساعد عن التحدث باسمه!