تم التوقيع، أمس في نواكشوط، على اتفاقية بين الحكومة الموريتانية وشركة CWP Global الأمريكية، وستمكن هذه الاتفاقية، موريتانيا من أن تصبح، في غضون سنوات قليلة، الدولة الأكثر تقدماً في مجال الطاقة الخضراء، حيث ستضم أكبر مركز هيدروجين أخضر في العالم، شمال البلاد، في مساحة تبلغ حوالي 8.500 كيلومتر مربع، وستكون قدرته الإنتاحية في حدود 30 جيجاوات أو 30 ألف ميجاوات.

مشروع “أمان” بتكلفة إجمالية قدرها 40 مليار دولار، ويعد المشروع الأكبر من نوعه في العالم، والهدف منه هو خلق ناقل تصدير مستقر، من شأنه أن يولد آلاف الوظائف الجديدة في البناء والتصنيع المحلي وتسهيل الصادرات، إضافة إلى ذلك، سيكون لهذا المشروع تأثير تحويلي على الاقتصاد الموريتاني، حيث سيمكن من زيادة الدخل الفردي، كما يوفر الوصول إلى الكهرباء والمياه بأسعار رخيصة للسكان.

الثورة الخضراء

يمثل هذا المشروع الضخم، بشرى سارة للرئيس الموريتاني الذي كان مقنعًا للغاية هذا الأسبوع، خلال مشاركته في الطاولة المستديرة للأمم المتحدة حول شفافية الصناعات الاستخراجية، والتي عبر خلالها عن أمله في حصول موريتانيا على الدعم للعمل على التحول نحو الطاقات المتجددة.

إنها ثورة خضراء حقيقية، بالنسبة لموريتانيا، والتي سيتعين عليها الاستفادة من تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى الأسواق العالمية، كما أنها نعمة على اقتصاد البلد، المتأثر بجائحة كوفيد، إضافة إلى ذلك فإن الحكومة تعول على هذا المشروع في إمكانية خلقه آلاف فرص العمل، وخاصة للخريجين الشباب العاطلين عن العمل.

كما يؤكد على أن إنشاء وكالة تشجيع الاستثمار في موريتانيا، كان خيارا جيدا لجذب المستثمرين، ورؤوس الأموال الدولية إلى موريتانيا، (40 مليار دولار، مبلغ ضخم)، خاصة أن الاستثمار في هكذا مجالات، ستكون انعكاساته السلبية على البيئة شبه معدومه، على عكس المجالات الاستخراجية الأخرى.

المنافسة التي لا خسارة فيها

قبل موريتانيا، وضع المغرب، خارطة طريق “الهيدروجين الأخضر”، وواصل تطوير قطاع الطاقة المتجددة، في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة مع ألمانيا باسم الشراكة المغربية الألمانية للطاقة، وتهدف تلك الاتفاقية إلى تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر وإقامة مشاريع بحثية واستثمارية في استخدام المصادر البيئية للطاقة.

كما أطلق المغرب مشروع MegaProject لبناء مصنع الهيدروجين الأول من نوعه في إفريقيا، مع قدرة التحليل الكهربائي التي تبلغ حوالي 100 ميجاوات، من المقرر بدء التشغيل التجاري للموقع بين عامي 2024 و 2025، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الأمونيا الخضراء.

وبالتالي يرغب المغرب في الاستحواذ على 4 إلى 8٪ من سوق الهيدروجين العالمي، والذي يمثل قيمة نقدية، تتراوح من 150 إلى 400 مليار يورو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن شركة “أكوا باور” العملاقة هي شريك أضيا للمغرب في استثمار وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة العملاقة في المملكة.

مجموعة دول الساحل الخمس، هي الأخرى، في اتجاه نحو التحول إلى الطاقة المتجددة، حيث تواصل مشروعها D2P، بدعم من بنك التنمية الأفريقي.

و بعد اتفاقية موريتانيا، أمس، مع شركة CWP Global، ستشهد المنطقة، معركة عمالقة، لكن المنفعة تصب في صالح الجميع، حيث سيتحقق التحول إلى الطاقة المتجددة، بدل استنزاف الموارد البيئية، الذي عانت منه القارة الإفريقية منذ أمد بعيد.