قال مدير مركز ترانيم للفنون الشعبية محمد علي ولد بلال إن المركز “سينظم مهرجان المديح في موعده المحدد بالرغم من الظروف الللوجستية والمادية، لأن المهرجان بالنسبة لنا  ليس فقط مسألة تتعلق بمركز ترانيم وإنما أصبح يمثل منذ سبع سنوات ملتقى ثقافيا و روحيا لمدينة نواكشوط و القرى المجاورة لها في شهر رمضان، وكذلك بالنسبة للإعلام الدولي والوطني، كما استطاع استقطاب جماهير عريضة من الشخصيات الوطنية؛ الثقافية منها والحقوقية والسياسية والدبلوماسية ومحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم”

وأضاف ول بلال أن جمهور المهرجان يقدر بأكثر من خمسة آلاف شخص يحضرون ليالي المهرجان الخمس، منوها إلى أن  “المهرجان أصبح يمثل كل الوطن وله جمهور كبير ويحافظ على تراث يتهدده الاندثار”

وأضاف محمد علي الذي كان يتحدث في مقابلة مع تقدمي أن نسخة المهرجان هذه السنة “تواجهها عقبات وتحديات كثيرة من التمويل إلى الرعاية الرسمية، وهي تحديات قديمة وتتجدد كل سنة مع قرب تنظيم المهرجان ، لكن هذه السنة طرأت عقبة أخرى وهي مشكل المكان الذي ينظم فيه المهرجان (فضاء التنوع البيئي و الثقافي) إلا أنه ورغم كل ذلك ـ يضيف ولد بلال ـ فإن مشروع مهرجان ليالي المدح  سيستمر في جميع الأحوال” مذكرا بأهمية ومحورية فضاء التنوع الذي ظل يحتضن النسخ السابقة “لأنه مكان استراتيجي ولا يمكن تعويضه وما زلنا في معركة مجتمعية للحفاظ عليه ومع ذلك لو استمر مشروع مدرسة العمل الاجتماعي فإننا سنعمل على نقل المهرجان إلى مكان آخر سواء في نواكشوط او خارج نواكشوط”

ودعا ول بلال جميع الجهات “للوقوف مع الثقافة التقليدية وتسجيل موقف وطني يتعلق بالتراث لأن الجميع يدرك أن مسألة المكان وتمويل المهرجان هي مشاكل يجب حلها بشكل جذري، والحكومة الحالية خاصة الرئيس والوزير الأول يمكنهم المساهمة في ذلك بشكل مباشر ولكن  مع ذلك نعول كثيرا على أصحاب الضمائر الحية والمهتمين بالثقافة و الفن في هذا البلد كما نعول أيضا على جماهير وأنصار وأصدقاء ترانيم من المدونين والاعلاميين والنشطاء”.

وختم ول بلال حديثه لتقدمي بمناشدة الرئيس المويتاني محمد ولد الغزواني “من أجل تبني و رعاية مهرجان ليالي المدح و برامج مركز ترانيم للفنون الشعبية ، بعد 8 سنوات من العمل الجاد و المثمر بشهادة جميع القوى و الفعاليات الثقافية والحقوقية والسياسية في البلد” وأضاف أن رسالته للرئيس تأتي بعد “تجاهل كل الحكومات السابقة للمهرجان الذي يلعب دورا كبيرا في إحياء الثقافة ونصرة النبي صل الله عليه وسلم” مذكرا الرئيس بأن هذا التجاهل “هو ما يجعلنا نتوجه بهذه الرسالة  إليكم من أجل إنقاذ النسخة الثامنة من مهرجان ليالي المدح وما يترتب على ذلك من تكاليف في تغطية مصاريفه المالية واللوجستية والتي تتطلب تحركا سريعا لتمويله” 

وكانت نسخة هذا العام من مهرجان المديح قد شهدت خلافا بين المركز والحكومة حول مكان تنظيمه، حيث أصر المركز على تنظيمه في فضاء التنوع الثقافي والبيئي الذي احتضن نسخه السابقة قبل أن يُغلق قبل فترة لبناء مدرسة للعمل الاجتماعي فيه.

ونشر المركز صباح اليوم إيجازا بأن المهرجان سينظم في مكانه المعتاد يوم الجمعة المقبل، وجاء ذلك بعد اتفاق بين المركز والمدرسة الوطنية للعمل الاجتماعي التي يتبع لها الفضاء بموجب عقد بين الطرفين يسمح للمركز بتنظيم المهرجان في مكانه المعتاد.