قال السياسي الموريتاني صار إبراهيما مختار إن هنالك ثلاثة اسباب رئيسية لصمته السياسي أولها حالته الصحية لأنه، حسب قوله، كان يعاني لدرجة جعلت حتى الكلام يتعبه ..اقاربي يعرفون ذلك جيداً . و كذلك فقد تعرض لحادث كاد ان يذهب بحياة مواطن هندي غير أنه نجافي النهاية ، أما السبب الثاني – يقول صارفهو تراجع التحالف من أجل العدالة و الديمقراطية / حركة التجديد  حيث لم يبق لها إلا نائب  برلماني واحد بعد أن كانوا أربعة نواب.. موضحاًتعلمون أن الجمعية الوطنية هي المنبر الرسمي لحمل الأفكار الى العالم“.

و قال صار الذي كان يتحدث لمنصة AVOMM  شاهدت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعى كيف حمّل البعض مسؤولية خروج سودة وان للناخبين الزنوج انهم لم يمنحونا اصواتهم . الحقيقة أنني متأكد من يد السلطة الخفية وراء إخراجها“، يقول إبراهيما مختار.

و أضاف “الجميع يتذكر تصريح الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بمدينة كيهيدي، حيث هدد بقطع الطريق إلى الجمعية أمام منأسماهم بالمتطرفين ” ..لقد ازعج حزب التحالف من أجل العدالة و الديمقراطية في الفترة التشريعية الماضية النظام  السابق كثيراً  و على رأسه سودة“.

السبب الثالثيقول صار– : “هو قرار خاص اتخذته لإنقاذ الحزب نظراً لمحاولات تدميره و بصفته الحزب الوحيد الذي يترأسه زنجي افريقي و لم تسلب منه الإدارة  الترخيص.”

انها مسؤوليتي التاريخية“” يقول  رئيس حزب  التحالف من أجل العدالة و الديمقراطية.

و أكد صار أن “إنقاذ الحزب يتطلب إعادة هيكلته عبر اجتماع سيضع توجهات جديدة للحزب  تنطلق من المتطلبات الوطنية الحالية ، كما سيطور  خطاب الحزب واضعاً استراتيجية جديدة لا تخضع لخطاب الضحية والديماغوجيا.  هذا في الوقت الذي تشهد  فيه الساحةالصراع على السلطة في ظل أفول النظام المنصرم..اذاً لا بد من فريق جديد يستطيع مواجهة التحديات الجديدة“.

و أضاف صارأظن أنني بذلت جهدي من أجل النضال و قاربت أن اصل أقصى قوايَ الجسدية، مع انني أظنني ما زلت قادرا على  النفع  فكرياً وأن مواردي لم تجدب بعد .

إلا أن لدي  مشاريع أخرى ..منها بعض الكتب التي منعني انشغالي بالسياسة من إنهائها ، و أُحس بنداء الصحافة لي لما أراه من اختلالات وانحراف في المنشورات الحالية“.

و ذكر صار إبراهيما  سبباً آخر  لصمتههو أنني أردت تَرك المجال لصعود نخبة جديدة للحزب لأن سياستي كانت دائماً أن الجميع وخاصة الأطر يُمكنهم التعبير دون انتظار رأي الرئيس والبعض يقوم بذلك بشكل رائع  .. رغم أن الظروف  التي مر بها الحزب  لم تساعدهم على ذلك”، يقول ابراهيما صار.

و بخصوص تعليقه  على الوضع الذي تعيشه موريتانيا  حالياً  خاصة في ظل الصراع بين الرئيسين الحالي و السابق، يقول صارحسب معرفتي بالعلاقة الوطيدة منذ الصغر بينهما كنت أظن أنها إشاعات بثها المتصارعون على السلطة، لكن بعد لقائي للرئيس الحالي و بناءاً على روايته الشخصية عن الموضوع غيرت رأيى منتظراً تطور الأحداث “.

و أضاف صار  أن المهم  الآن هو التركيز على الوحدة الوطنية و اللحمة الاجتماعية في ظل الظروف الجيوستراتيجية المتعلقة بالتنقيب عن الغاز و البترولقائلالا يمكننا السماح بأي انزلاق نحو الانشقاق خاصة اننا نعرف كيف نشأت الدولة على أسس هشة و غير عادلة.. ولذلك فإن قضية الوحدة الوطنية و التعايش هو أهم شيء بالنسبة لييقول صار.

و قال صار إنهذا الصراع (بين عزيز و غزواني) يخص أسياد النظام ، و بما أنني اعتبر نفسي مهمشاً، يقول صار، و خارج النظام فإنني لا أهتم إلا بما يمكنه أن يؤثر على نظام كهذا“.

و أضاف صار أنالنظام ، مغلق و قد نفذت كل الإمكانيات لأي صراع سلمي، لن نتمكن من القضاء عليه بالانتخابات و الديمقراطية التي نقول أننا نؤمن بها لها لن تقودنا إلى أي حل مرضي“. حسب تعبيره.

توجد حلول أخرى و طرق أخرى للنضال، لكن يبدو  اننا لسنا  مستعدين لخوضها، يقول صار.

و يضيف قائلاشخصياً أرى أن الزنوج دفعوا ثمناً باهظاً في سبيل تحررهم منذ سنة 1958.. التصحيات البشرية او على الأصح المذبحة  التي تعرضوا لها، تجعلهم اليوم عاجزين عن اتخاذ اي قرار حاسم.

وبما أن تبعات  المذبحة لم تقدم لها أي حلول ، حتى أنها لم تؤثر على المجتمع الدولي ، لا أرى جدوائية من توجيههم نحو أي نضال أومغامرات لن تؤدي الا إلى إنهاء التصفية الإثنية“.

و أكد صار أن الحل فيمتابعة التعايش بسلام إن أمكن ، مع محاولة الوجود السياسي مع رفض الزنوج لوضعيتهم وذلك بعدم مشاركتهم في كل  ما لا يأخذ منحى التخفيف من آلامهم

كأستلاب أراضيهم

المطالبة بتدريس لغاتهم

المطالبة بالحصول على أوراقهم المدنية.

لكن ذلك لن يتم إلا بإدماج باقي المواطنين الحقيقيين ، باقي الإثنيات  معهم في هذا النضال من أجل العدالة، يقول صار، و بطريقة شرعيةمهما كانت نواقص الساحة الشرعية المتاحة. قائلاعلينا القيام بالأحلاف السياسية من أجل موريتانيا عادلة قبل أنفجار الأزمة . والأزمة ستأتي لا شك في ذلك، يقول صار.

و قال صارإن أراد  ديمقراطيو النظام من المجتمع  العربي ( البيظاني) موريتانيا عادلة تتوزع فيها الثروات بالتساوي؛ فعليهم خوض النضال جنبا إلى  جنب المجتمعات ( الشرائح ) المهمشة لإحراز نصر مشترك”.

و بخصوص لقائه بولد الغزواني قال صار إبراهيمالقاؤنا كان طلباً من الرئيس  و هو أول لقاء بيننا ؛ اخبرته عن مخاوفي تجاه البلد خاصة فيما يعني تهميش الزنوج و الحراطين  و خطورة هذا النوع من الظلم على الوحدة الوطنية في الظروف الجيوستراتيجية  الحالية للبلد .

الرئيس أبدى اهتمامه و أظهر أنه سمع ما أعنيه جيداً .

و افترقنا على أننا سنلتقي مجدداً لتسوية المشكلة كما أنني ابديت استعدادي الكامل مع تجربتي في الميدان للتعاون معه ، غير أن تجربتي مع النظام السابق عودتني ألا اثق في الوعود ولذلك فأنا انتظر أفعالا ملموسة“.

و عقّب صارلم نر أي تقدم نحو حل هذه المشاكل منذ وصول الرئيس الحالي للحكمة.

وبخصوص نداء حزب صار لمسيرة تناصر الفلسطينيين،

قال صارتلقينا اتصالاً من حزبتواصللمشاركتهم في المسيرة التي اراد تنظيمها ضد سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين .

نحن الآن في حوار لتحديد النقاط المشتركة بيننا ، هدفنا الدفاع معاً عن بعض النقاط التوافقية بيننا.

إن تواصل اليوم من  بين الأحزاب النادرة  ذوي الهوية العربية الذين دافعوا عن قضية  الزنوج .

هو الحزب الوحيد المطالب اليوم في الجمعية الوطنية بإلغاء قانون إعفاء  93.

اما القضية الفلسطينية لطالما كانت في قلب اهتمامات التحالف من أجل العدالة و الظيمقراطية /حركة التجديد ، لأن معاناة الشعبالفلسطيني هي نفس معاناة الزنوج الموريتانيين“. يقول صار.

و عنمطالبته بتعويض مادي من الإذاعة الوطنيةقال صارمنذ عقد من الزمن وانا أطالب بها بصفتي موظف سابق للإذاعة الوطنية كأقل ضرر عوضاً عن إعادتي إلى وظيفتي رغم إعفاء  1991. لقد تم اعتقالي مع الرفاق  في مباني الإذاعة الوطني بتاريخ 4 سبتمبر 1986 وتم الإفراج عني بتاريخ 14 سبتمبر 1990″.

و أضاف صارنظام ولد عبد العزيز لم يقم بأي جديد في ذلك الملف و نحن نطالب به منذ عهد الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.

و قد وجهت رسالة الى الرئيس محمد ولد الغزواني بتاريخ 3 يوليو 2020  ، إلا أن  وزير الوظيفة العمومية أجابني بأنني لا يمكنني استعادة جميع السنوات المنزوعة مني  من 1986 إلى 2009  سنة تقاعدي ، وأن التقاعد لن يعتبر إلا ابتداءاً من 2017 ، و سيكون المبلغ 11.200 أوقية جديدة من كل ثلاثة اشهر“.