نظمت “منشورات خديجة بنت عبد الحي” في فندق موريسانتر لقاء تذكاريا في الذكرى العشرين لرحيل الأديب والباحث الموريتاني جمال ولد الحسن (1959-2001).
بدأ اللقاء التذكاري التي يعتبر تحضيرا للمؤتمر العلمي حول أعماله الأدبية والعلمية بحديث للشاعر و الأديب الخليل النحوي عن ذكرياته مع الراحل منذ التقائهما في نواكشوط بداية السبعينات (1973)، معددا جملة من المواقف التي جمعته بالفقيد مستشهدا ببعض أقوال من عرفوا الفقيد في حياته، واستحضر النحوي ما أسماه بأهم ما يمكنه أن يلخص سيرة جمال الحسن بقوله “كان عمره قصيرا لكنه كان عريضا”؛ قبل أن يختم الخليل النحوي بمقطوعة شعرية رثاءً للفقيد جاء فيها:

أترحل هكذا عنا وتطوي كتابك والصحيفة واليراعا؟

وعلما كم سقيت به ظماء.. وفهما كم غذوت به جياعا!

ووجها ضاحكا طلقا بشوشا.. وكفّاً بَضّة ويدا صَناعا..

وسمتا في الهدى سمحا سديدا.. قويما، لا اعوجاج ولا ابتداعا!

أترحل هكذا عنا وتطوي.. حديثا لا نمل له استماعا؟!

وقولا في بساط الحق فصلا.. وسعيا صالحا وندى مشاعا..!

وتطويحا بآفاق المعاني.. وقنصا للشوارد وافتراعا..

هوت هامُ الرجال وظَلـْت شهما.. نقيا طاهرا ندبا شجاعا

تشع سنى على وطن عزيز.. أضاع فتى، وأي فتى أضاعا!

تناول بعده الكلام الشاعر أحمدو ولد عبد القادر، الذي قال إنه ما زال يعاني من عقابيل حالته الصحية؛ مضيفا أن حضوره هو للفتة رمزية للتذكير بما وصفه خسارة عظيمة
وقد رثى الشاعر أحمدو ولد عبد القادر جمال بقطعة من ضمنها قوله:
لعمري لئن فارقت من لم يفارقوا
محياك في الأرواح والبسمة الغرا..
فإن جمال العز والمجد والندى
ونور الهدى ذكرى تمجدها الذكرى

بعدها كانت مداخلة الشاعر ناجي محمد الإمام الذي تحدث عن صداقته ورفقته بالفقيد، مستعرضا بعض الذكريات الخاصة، قبل أن تتم قراءة شهادة الدكتور بدي ولد ابنو من طرف الشيخ معاذ سيدي عبد الله، التي تحدث فيها عن علاقته بالراحل في الثمانينات، حيث أكد على أن الأفق الفكري لجمال كان يذهب إلى أبعد مما أسماه الآفاق التقليدية والمرايا المكسرة.
كما عرج على التجربة الصحفية لجمال وجولاته وحواراته مع نخبة البلد عبر المقالات الفكرية والصحفية.
وتحدث متدخلون وأصحاب شهادات احتكوا بالفقيد وعرفوه أجمعوا على استثنائية الفقيد إنسانا وباحثا وأديبا.
وقدم عدد من الباحثين والأكادميين اوراقا تحدثت عن مسار الباحث الفقيد وعن أعماله، قدمها كل من دكاترة من بينهم محمد ولد احظانا وباته بنت البراء وآخرين.